حيىَّ على الرحيل .. بعد غياب طويل ..!
أشتقت إليكم كثيرا ً أعذروا تقصيري
أقدم لكم خاطرتي الجديدة وأتمنى أن تعذروني على رحيلي الطويل
فقد قررت العودة لكم لأنه لا لا يوجد أجمل وأروع منكم
يا أخوتي اسرة على كيفك الرائعة ..
تحية إلى الغالية دم أنشق .. !
خاطرتي ما يلي
حيىَّ على الرحيل ...!
تعبت ُ وسكين الوجع تقطع أوصال صبري ..
وكل مرة ٍ تشحذ نصلها لتعمق جراح بعادك ِ ..
بربك ِ يا سكين مهلك علي َّ .. ولا تذبحينني كل يوم ألف مرة ..
فما عاد قلبي يشعر بذبحبك ِ .. !
فاجعليها باليوم فقط مئة مرة ..!
حتى أعيش معك كل الألم والحسرة ،
ولكي تستمتعي بوجعي ونزفي لأخر قطرة ،
تعال ياليل لتقاسمني حزني ، لأشطر لك قلبي !
لتسكن به وتشاهد أثار دماري ،
ومساكن كانت عامرة ً بالحياة ..!
كانت جدرانها شموع وسقفها ياسمين ،
وأرضيتها لؤلؤ منثور .. وشبابيكها ريش نعام ..
لك يكن يُسمع بها إلا الهمسات وهمهمات العشق
وأرواح كانت ترقص بالأجساد عند اللقاء ...!
يا دنيتي .. لا يوجد وداع يليق بي سوى الموت ..!
والموت ليش اللحد والجسد المسجى .. لكن هوا ...!
موت القلب عند العتاب ..
موت الإحساس بالغياب ..
موت اللهفة للعشاق ..
موت الانتظار أخر الليل .. موت اللقاء ....!
ليس ذوبان الشمعة ، لكن انطفاء نور القلب هو الموت ...!
ليس ضياع الحرف على الورق هو الوداع ..
لكن توقف فكرك وعجزه عن النسيان هو الوداع ...!
فأي وداع يليق بي ..؟
فالوداع هو الموت .. فأي موت سُيختاري لي َّ ..؟
هذا ليس بمنطق العقلاء ..!
فنحن أرواح هائمة بالسماء جمعتها الأقدار
برغم ظروف الحياة .. ولا زلنا على قيد الحياة ..!
فلماذا نمنح أنفسنا لقب التعساء ...؟
فلا وداع حتى تدق ساعة الحزن الأزرق للمصيبة التي تفرح روحك ...!
عندما تسقط من عيون الآخرين دمعة خجلة ..
كي لا ينتقدون الناس من يتظاهرون بمحبتك من الأقربون إليك
دما ً ولحما ً وروحا ً ونسبا ً ودينا ً ...!
لا وداع يليق بك سوى الموت لتدرك من حولك
لتدرك من يتألم عليك .. ومن يفرح لوداعك الأخير ...!
فهل الموت هو الحل الوحيد لمعرفة الأخرين قبل معرفة ذاتك ...؟
فماذا بعد الموت ...؟
إن كان ما بعد الموت كجال ما قبل الموت
فيالتعاسة هذا القدر الذي يستدرجنا للأهانة من كل اتجاه ...
وإن كان ما بعد الموت عذاب تحت التراب تكون المصيبة اقل ألم ..
فمن يتحاسب يُحاَسب .. وكما تدين تدان ..!
وإن كان ما بعد الموت ولادة جديدة ..
فيجب أن لا يكون نسبا ً لأحد
لكي لا تعيد ممارسة الحزن الأزرق من جديد مع من تظنهن يحبونك َ ..!
ولكن .............
لا يكفي أن نزرع لكي نجني ...!
لا يكفي أن نموت لكي نعلم ...!
لا يكفي أن نرى لكي نفهم ...!
فكل ما هنا غامض .. وكل ما هنا ظالم ..
وكل ما هنا لا يستحق التضحية ...
فقانون هذه الغابة سخيف جدا ً ..
عندما يدخل الكذب والتزوير من مسامات أيامنا ..
نصاب بقلة الضمير ننسى ونكفر بالله ونقسم برحمة ضميرنا ..
فنكون الأقرب إلى القمامة .. لا بل نكون القمامة بعينها ..
وأي قمامة ليتها قمامة مستلزماتنا اليومية ..
بل هي قمامة المرأة الحايض ...!
اتساءل .....؟
كم عام أو شهر أو يوم أو ساعة أو دقيقة أو ثانية بقي ..؟
فبعد ساعة سنرحل وبعد قرن سنرحل ..!
فما أجمل الرحيل الباكر ...
لأنه يوفر عليك تعب وحزن وقرف وكره وملل
وسماع سخافات من سخفاء ..
فحي َ على الرحيل
حيى َ على الرحيل
حيى َ على الرحي
م ن ق و ل