ما أروع تلك البيوتات حينما تطوقها خمائل من السكينه والهدوء مطعّمة بالمحبة والتعاطف والتراحم والتعاون الذي يزيد القلوب تآلفا ، فالحياة الزوجية نموذجا رائعا لذلك التكافل الإنساني بين الزوج والزوجه فسبحان الخلاّق العظيم الذي وصف تلك العلاقه بالسكن حين قال جل وعلا:
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )
نعم هكذا تعمر البيوت بذلك التآلف والاحتواء والتعاون والمشاركه والتواضع والبساطه لتكون أساساتها متينة قوية لاتهدها أية عوامل ولا تؤثر في إستقرارها .
للأسف الشديد ان هناك من الأزواج ولا سيما في مجتمعاتنا العربية من يترفع عن تلك المُثل الجميله التي تقوم على التعاون في الحياة الزوجية ، فمن الرجال من يعتبر أن الأعمال المنزلية هي مهام منوطه على الزوجة دون الزوج وأن مساعدته لزوجته انتقاصا من شخصيته وشرخا في رجولته !!
كما ان بعض الأزواج يترفعون بشكل كبير عن أقل الاعمال في المنزل حتى خدمة أنفسهم بأنفسهم
رغم إحساسهم بمشقة الاعمال الكثيره التي تقوم بها المرأة داخل المنزل من طبخ وتنظيف وغسل وتنظيم ورعاية للأبناء هذا غير واجبات ضيوفه وأهله وإذا ما كان عليها العناية بالطفل المريض ،وكم تتضاعف عليها تلك الأعباء إن كانت موظفه وقد أمضت ساعات من العمل خارج المنزل
فيا إيها الرجل... :
هل تساعد زوجتك أو أمك في أعمال المنزل؟؟
وهل تعتبرذلك نقصانا في شخصيتك وطعنا لرجولتك أم مساعدتك لها كمالا في صفاتك وجزءا من مهامك في الحياة التي لا تقبل الترفع ؟؟
ويا أيتها المرأة ...:
هل تحبي أن يعاونك زوجك في الأعمال المنزليه ؟؟
وهل تعتبري ذلك مثالا لمعاني الحب والإهتمام والرعايه من قبل زوجك لك؟؟
كلمة آخر السطر ..
مخطئ هو من يظن أن مساعدته لزوجته نقصانا في رجولته ونزولا عن قوامته ، بل هي الرحمه والرفق والتعاون التي حثنا الأسلام عليها وكفى برسولنا هادي هذه الأمة وسيد الرجال صلى الله علية وسم مثالاً في تلك الأخلاقيات حيث كان يعين أهله فكان يرقع الثوب ويخصف النعل ويقطع اللحم .
ولن أزيد عن أجمل المعاني في قول الرسول العظيم: ( أستوصوا بالنساء خيرا ) أيها الرجال ..