من أول حرف من هذه القصة وعيني تذرف الدموع ولا زالت فهذه اجمل قصة قرائتها اللهم أجمعني بحبيبي رسول الله في مستقر رحمته في جنتك يا ارحم الرحمين وبلغني برؤيته يارب العالمين
اللحظات الأخيرة قبل وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لها أثر عجيب في القلب لحظات وفاة النبي.
قبل الوفاة كانت حجة النبي صلى الله عليه وسلم (حجة الوداع) وبينما هو هناك ينزل قول الله عز وجل : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا }فبكى أبو بكر -رضي الله عنه- فقيل له"مايبكيك في الآية"؟ فقال : (هذا نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم).ورجع الرسول من حجة الوداع وقبل الوفاة بتسعة أيام نزلت آخر آية في القرآن: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون}
وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ( أريد أن أزور شهداء أحد) فراح لشهداء أحد ووقف على قبور الشهداء وقال: ( السلام عليكم ياشهداء أحد أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون وإني بكم إن شاء الله لاحق).وهو راجع بكى الرسول فقالوا: (ما يبكيك يارسول الله)؟ قال: (اشتقت لإخواني)قالوا: (أولسنا إخوانك يارسول الله)قال :"لا أنتم أصحابي أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ".وقبل الوفاة بثلاثة أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان ببيت السيدة ميمونة فقال:"اجمعوا زوجاتي"فجمعت الزوجات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اتأذن لي أن أمر ببيت عائشة)؟
فقلن: ( أذنا لك يارسول الله).فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس-رضي الله عنهما- فحملا النبي من حجرة السيدة ميمونة الى حجرة السيدة عائشة ،فالصحابة أول مرة يرون النبي محمولا على الأيادي فتجمع الصحابة وقالوا : ( ما لرسول الله مالرسول الله) وتبدأ الناس تتجمع بالمسجد ويبدأ المسجد يمتلىء بالصحابة ويحمل النبي إلى بيت عائشة فيبدأ الرسول يعرق ويعرق،وتقول السيدة عائشة: (أنا بعمري لم أر أي إنسان يعرق بهذه الكثافة) فتأخذ يد الرسول وتمسح عرقه بيده فلم تمسح بيده هو وليس بيدها تقول عائشة: (إن يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب وأكرم من يدي فلذلك أمسح عرقه بيده هو وليس بيدي أنا ) فهذا تقدير للنبي.
تقول السيدة عائشة فأسمعه يقول: ( لا إله إلا الله إن للموت لسكرات لا إله إلا الله إن للموت لسكرات)،فكثر اللغط أي بدأ الصوت داخل المسجد يعلو فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ماهذا؟) فقالت عائشة: (إن الناس يخافون عليك يارسول الله) فقال: (احملوني إليهم) فأراد أن يقوم فما استطاع فصبوا عليه سبع مرات الماء لكي يفيق فحمل النبي وصعد به إلى المنبر فكانت آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال النبي : ( أيها الناس كأنكم تخافون علي ) قالوا: (نعم يارسول الله) فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا موعدكم معي عند الحوض والله ولكأني أنظر إليه من مقامي هذا أيها الناس والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم)،ثم قال ( أيها الناس اتقوا الله في النساء أوصيكم بالنساء خيراً)، ثم قال: ( أيها الناس إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ماعند الله فاختار ماعند الله) فما فهم أحد من هو العبد الذي يقصده فقد كان يقصد نفسه أن الله خيره ولم يفهم سوى أبو بكر الصديق وكان الصحابة معتادين عندما يتكلم الرسول أن يبقوا ساكتين كأن على رؤوسهم الطير، فسمع أبو بكر كلام الرسول فلم يتمالك نفسه فعلا نحيبه في وسط المسجد وقاطع الرسول وبدأ يقول له: (فديناك بآبائنا يارسول الله فديناك بأمهاتنا يارسول الله فديناك بأولادنا يارسول الله فديناك بأزواجنا يارسول الله فديناك بأموالنا يارسول الله)،ويردد ويردد فنظر الناس إلى أبي بكر الصديق شذراً(كيف يقاطع الرسول بخطبيته)فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس ما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا وكافأناه به إلا أبو بكر لم أستطع مكافأته فتركت مكافأته إلى الله تعالي عز وجل كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبي بكر لا يسد ابداً).
ثم بدأ يدعو لهم ويقول آخر دعوات قبل الوفاة: (آواكم الله يحفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله أيداكم الله حفظكم الله) وآخر كلمة قبل أن ينزل عن المنبر موجهة لأمة من على منبره: (أيها الناس اقرؤوا منى السلام على من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة) وحُمل مرة أخرى إلى بيته.
دخل عليه وهو بالبيت عبدالرحمن بن أبي بكر وكان بيده سواك فظل النبي ينظر إلى السواك ولم يستطع أن يقول أريد السواك فقالت عائشة: ( فهمت من نظرات عينيه أنه يريد السواك فأخذت السواك من يد الرجل فاستكت به(أي وضعته بفمها) لكي ألينه للنبي وأعطيته إياه فكان آخر شيء دخل إلى جوف النبي هو ريقي) (ريق عائشة) فتقول عائشة: ( كان فضل ربي علي أنه جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت). ثم دخلت ابنته فاطمة فبكت عند دخولها. بكت لأنها كانت معتادة كلما دخلت على الرسول وقف وقبلها بين عينيها ولكنه لم يستطع الوقوف لها فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ادني مني يافاطمة) فهمس لها بأذنها فبكت ثم قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم مرة ثانية: (ادني مني يافاطمة) فهمس لها مرة أخرى بأذنها فضحكت وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سألوها عن ذلك فقالت قال لي : يافاطمة إني ميت الليلة، فبكيت، ثم قال لي : أنت يا فاطمة أول أهلي لحاقاً بي، فضحكت. ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (اخرجوا من عندي ) وقال : (ادني مني ياعائشة) ونام على صدر زوجته السيدة عائشة- رضي الله عنها- فقالت السيدة عائشة: ( كان يرفع يده للسماء ويقول :" بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى " فتعرف من خلال كلامه أنه يُخير بين حياة الدنيا أو الرفيق الأعلى!
فدخل الملك جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ( ملك الموت بالباب يستأذن أن يدخل وما استأذن من أحد قبلك) .فقال له : (ائذن له ياجبريل) ودخل ملك الموت وقال : ( السلام عليك يارسول الله أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله) فقال النبي : (بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى )،وقف ملك الموت عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم كما سيقف عند رأس كل واحد منا وقال : ( أيتها الروح الطيبة روح محمد بن عبدالله اخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راض غير غضبان).
تقول السيدة عائشة- رضي الله عنها: ( فسقطت يد النبي وثقل رأسه على صدري فعلمت أنه قد مات ) وتقول : (ما أدري ما أفعل فما كان مني إلا أن خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة وقلت : مات رسول الله مات رسول الله مات رسول الله فانفجر المسجد بالبكاء فهذا علي بن أبي طالب أُقعد من هول الخبر وهذا عثمان بن عفان كالصبي يأخذ بيده يميناً ويساراً وهذا عمر بن الخطاب قال : من قال إن رسول الله قد مات ضربت عنقه بسيفي إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه، أما أثبت الناس فكان أبو بكر - رضي الله عنه- فدخل على النبي وحضنه وقال وا خليلاه وا حبيباه وا أبتاه وقبّل النبي وقال طبت حياً وطبت ميتاً فخرج أبو بكر - رضي الله عنه- إلى الناس وقال من كان يعبد محمداً فمحمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله باق حي لايموت، ثم خرجت أبكي وأبحث عن مكان لأكون وحدي وأبكي وحدي.
هذه هي النهاية فكل من سمع هذه القصة ووجد حباً للنبي فعليه إثبات حبه بأربعة أمور:
1- كثرة الصلاة عليه.
2- زيارة مدينته.
3- اتباع سنته.
4- دراسة سيرته.
اعمل الأربعة فستشعر أن حب النبي قد زاد في قلبك حتى صار أحب إليك من ولدك ومالك وأهلك وأحب إليك من الناس أجمعين......