قفي وانظري أبوابَ دارٍ ثماني
بخمسٍ قلاعٍ تستظل المعالِيَا
كشمس تجلَّت بعد إمطار ليلة
بصبح بهيج ضمّ فيه الغواديا
قفي وانشديها إن أردت مقالة
لعلك تلقين الردود الشوافيا
فكم من ظعونٍ وادَعَتْهابنظرة
أثارت بها مايجعل العقل ساهيا
تمنت بصدق لو تعود بركبها
وتحظى بتلك الشامخات كما هيا
وتحني الرقابَ الإبلُ عند دخولها
وتمشي الهوينى في خطاها تباهيا
سليها بصدق عن سيوفٍ قِباضُها
بأيدٍ تُلاقي بالصدور العواليا
عليها وقوفا كالصقور إذا بدت
تحاول صيداً أو ترد معاد
فلا البرد إن جاء الشتاء يخيفها
ولا الصيف فيها قد أمات المراعيا
وما طرقوا باب التطفل لحظة
ولا قال منهم قائل ليت ذا ليا
أباة كرام والمنايا رخيصة
أقروا لهم من وائل العرب واليا
أناس لهم في كل يوم رواية
بما جدَّ منهم قد أثار الأعاديا
ففي البيد أطلال ورسم منازل
وبالبحر شادوا بالعلوِّ السواريا
وكم صاح منهم ينشد البحر صائح
بربك قل لي هل ذكرت غنائيا
أنا من شدا للبيد صوتاً مميزاً
وصارع بالأمواج فيك العواتيا
فكم من شهيد عانق القاعَ جسمُه
وكم من غيور صارع الموت فاديا
أيا بحر هل أخبرت عني وعنهمو
أباة أقاموا للكرام التراقيا
فما فرّطوا حتى بلمحة خاطر
لراياتهم والكل يبدي التآخي
بنود لها فوق السواري علامه
تراها فتُلْفِي الخافقات الغواليا
تغنوا بها والكل شاد بحبها
لها أرخصوا روحاً وبيضاً أياديا